احتفل راعي الأبرشية، صاحب السيادة المطران أنطونيوس شدراوي، بعيد شفيعه أبي الرهبان والقديس البار أنطونيوس الكبير كما وبعيد ميلاده الثامن والسبعين في يوم الأحد الواقع في السابع عشر من كانون الأول.
تميز العيد في هذا العام بأمرين، الأول هو مشاركة أصحاب السيادة المطران دامسكينوس (البرازيل) والمطران جورج (حمص) للمرة الثانية على التوالي في الاحتفال، مشاركة أفاضت فرحاً بين المؤمنين وشعوراً عزيزاً بالانتماء للكنيسة الأنطاكية، والأمر الثاني هو المشاركة الكبيرة والملفتة للانتباه.
صباح يوم العيد اشترك السادة المطارنة وإلى جانبهم الكهنة والشمامسة وحشد كبير للمؤمنين في القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جوارجيوس في العاصمة مكسيكو سيتي: تراتيل بالاسبانية وبالعربية وبالبرتغالي (بصوت سيدنا دامسكينوس الشجي)، وبعد القداس وفي باحة الكنيسة أنشد أعضاء الجوقة لصاحب السيادة الأغنية التقليدية للمناسبة “هذا صباح العيد” وسط فرح وتصفيق الجميع.
بعد القداس توجه الجميع إلى حيث كانت قد أُعدَّت المائدة المادية، بعد أن كان قد تم الاشتراك في المائدة الروحية. وجديد احتفال هذا العام أنه قد تمَّ في أرض الكاتدرائية الجديدة، كاتدرائية القديسين بطرس وبولس، التي هي في صدد البناء. أبدى المدعوون دهشتهم أمام التقدم الحاصل في البناء. وقد شارف بناء الكاتدرائية على الهيكل على الانتهاء، وهو بشكل هندسي أورثوذكسي جميل للغاية.
حضر الحفل أكثر من 1500 شخص من كبار رجالات السياسة والاقتصاد، وزير العمل ممثلاً رئيس الجمهورية، حاكم ولاية المكسيك السيد هنريكه بينيا، و10 حكام ولايات أخرى. كما حضر الحفل رجل الأعمال الناجح المهندس كارلوس سليم الذي عبر عن إعجابه بشخص صاحب السيادة. حضر أيضاً من لبنان الوزير السابق يعقوب الصراف، كما و عدد كبير من أبناء الأبرشية. تميز الحفل بتغطية غير مسبوقة الاتساع لوسائل الإعلام في البلد. غالبية الصحف كتبت صباح الاثنين عن قدرة صاحب السيادة على جمع مختلف الأقطاب على طاولة واحدة في احتفال الـ 17 من كانون الثاني، الذي أصبح حدثاً سنوياً منتظر.
في كلمته تحدث صاحب السيادة عن أهمية قول كلمة الحق وأن الكنيسة ستدافع دوماً عن أهمية العائلة الطبيعية كأساس ونواة للكنيسة وللمجتمع، وعن الحياة الأخلاقية وأنَّ أحداً لن يمنع رجال الكنيسة من ممارسة حقهم في المواطنة والتعبير عن الرأي. كلمات صاحب السيادة، التي لاقت استحساناً وتصفيقاً كبيرين، جاءت كردة فعل على هجوم من أطراف معينة على الإكليروس بهدف طمس دوره في حياة الشعب المكسيكي.
أطباق شهية مكسيكية وعربية (كالشاورما والكبة) زينت الحفل، وجميع المشتركين عبروا عن امتنانهم للدعوة وعن إعجابهم بالتنظيم وتمنوا لصاحب السيادة سنين عديدة ملؤها الصحة والبركة.
إلى سنين عديدة ياسيد “مكرماً معافىً مديد الأيام قاطعاً كلمة الحق باستقامة.”