نهار الخامس والعشرين من شهر كانون الأول ومع قرع أجراس كاتدرائية القديسين بطرس وبولس ترأس صاحب السيادة المطران انطونيوس، راعي أبرشية المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى والكاريبي، القداس الاحتفالي بمناسبة عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح بالجسد وعاونه في الخدمة الإلهية الأرشمندريت أندراوس مرقص الوكيل الأسقفي وخادم الكاتدرائية والأرشمندريت فادي رباط رئيس الديوان والأب يوحنا سمعان كاهن دير القديس انطونيوس الكبير والأب اميليانوس ديّاس من كهنة الكاتدرائية والشماس ايلياس كارييّو.

شارك في القداس العديد من أبناء الرعية ومن سكان المنطقة الذين احتفلوا للمرة الأولى بعيد الميلاد في هذه الكاتدرائية الجديدة ولاحظوا تطور أعمال رسم جدارياتها وأيضا سرعة العمل على تجهيز الحديقة التابعة لها.

في عظته شدد سيادته على النشيد الملائكي “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” وتكلم عن هذا السلام وعن كيفية قدرتنا كمؤمنين وأبناء الكنيسة على تحقيقه على الأرض في هذه الأيام الصعبة وبعد أن أوضح سيادته رسالة الله لنا في الميلاد وأهميتها في خلاص العالم سرد للمؤمنين تطور الأعمال في الكاتدرائية التي تم تشييدها في زمن قياسي مدته سنتان ونصف وأكد على ضرورة مشاركة أبناء الرعية في حضور الصلوات وإرسال أبنائهم إلى التعليم الديني حيث ستقدم لهم دروس في الموسيقى لكي تخدم القداس الإلهي في ما بعد جوقة من أطفال وشباب الرعية.

لدى انتهاء القداس الإلهي أعطى سيادته البركة الأبوية للحضور الذين اصطفوا لمعايدته وتهنئته بهذا العيد الخلاصي، بعد ذلك لبى الآباء الكهنة المتواجدين في كنيستي العاصمة وفي دير القديس انطونيوس الكبير مع عائلاتهم ومع رهبان الدير دعوة سيادته إلى مائدة العيد السخية التي يقدمها لهم في كل عيد في دار المطرانية، وهناك أمضوا معاً فترة بعد الظهر واستمعوا إلى إرشادات سيادته الرعوية.

سيحتفل سيادته بالقداس الإلهي في الأول من كانون الثاني في كاتدرائية القديس جاورجيوس في الساعة الثانية عشرة ظهراً وفي نفس التوقيت سيُحتفل بالقداس الإلهي في كاتدرائية القديسين بطرس وبولس.

كان قد وجه صاحب السيادة المطران انطونيوس رسالة رعوية وزعت على منازل أبناء الأبرشية في العاصمة قبل مغادرة معظمهم لقضاء عطلتهم السنوية خارج العاصمة إليكم نصها:

المكسيك تشرين الثاني 2011
 
المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام
 
أحييكم، في هذا الزمن المبهج، أيها الأبناء الروحيون والأصدقاء المحبوبون بكلمات هذا النشيد الملائكي إذ نرنمها باتفاق النغمات لكي نستقبل الإله المولد من العذراء إذ أخذ جسداً بشرياً لكي يخلص الإنسان الذي خلقه على صورته ومثاله، كما يقول لنا الإنجيلي يوحنا هكذا أحب الله العالم حتى أرسل ابنه الوحيد ليحرره من الخطئية الجدية وليرشده إلى طريق السلام والمحبة.
غير أنه إذا لاحظنا هذا الزمن الذي نعيش فيه سنصطدم بنكران البشر للجميل تجاه خالقنا مَن نتباعد عنه كل يوم أكثر فأكثر متناسين رسالة يسوع المسيح وكلمات هذا النشيد الملائكي. لقد علمنا الرب يسوع أن الآب يحبنا وهو نفسه أيضاً ضحّى بذاته لأجل خلاصنا لكننا اليوم قد صممنا آذاننا ورفضنا استماع الرسالة الإلهية وهذه الدعوة المملوءة حباً التي يوجهها إلينا الآب السماوي لنقترب منه.
كم هو مريع هذا البعد المزداد بسبب برودة لا مبالاتنا التي بها نحدُّ ذاتنا من رؤية الواقع الفعلي لمجتمعنا الذي تسوده الشرور من عنف وجريمة وتعاطٍ للمخدرات مع سائر السيئات الأخرى.
من فضلكم، علينا أن نتفاعل وأن نعود للعيش على مثال حياة آبائنا وأجدادنا في طهارتها ومحبتها وسلامها وأمنها، علينا أن نعود إلى نمط حياة المسيحيين الأوائل الذين كانوا يعيشون بحسب تعاليم الرب محاولين أن يكون بقربه دائماً وأن يقتدوا بمثاله؛ فلنسرع إذاً إلى كنيسته ولنستقبله دوماً بالنشيد الملائكي “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام لأناس المسرة”.
 
 
مع البركة الأسقفية
+انطونيوس
متروبوليت المكسيك وفنزويلا وأمريكا الوسطى والكاريبي
 

About the Author

Padre Juan R. Méndez ()

Compartir
Compartir