عيد راعي الأبرشية
ملف الصور
يكتسي عيد القديس انطونيوس الكبير شفيع راعي ابرشية المكسيك فنزويلا والكاريبي وسائر اميركا الوسطى كل عام حلة بهية تنبع من عمق تاريخ وثقافة الكرسي الأنطاكي المقدس
كل مرة تشارك في هذه الإحتفالات الكنيسة البهية تقف أمام هيبة قامة لها من الخبرة والحضور والأثر على كافة الصعد الكنسية والثقافية والإجتماعية والسياسية مما تجعلك تحني الرأس اجلالا واحتراما لهذا العمل المبني على عمق الإيمان والإخلاص والوفاء للكنيسة الإنطاكية التي تدمغ دمه وعقله وقلبه
وتبقى قامة وهامة القديس انطونيوس الكبير المثال الأول للأب والراعي والأسقف أنطونيوس شدراوي
صروح كنيسة تكبر وتعلو وتنمو وحضور فاعل وصوت صارخ بالحق يرفع اسم الكنيسة الأنطاكية الأم ويجعل من الأبرشية البنت وكل توابعها تنبض بالحياة هنا وثمةَ في كافة أرجائها، لتقول للعالم الجديد المنتشرة فيه أنا حاضرةٌ في المجتمع أقدم شهادتي ولا أتنكر لماضيَّ الكنسي المجيد. كنيستي رسولية وجذوري ضاربةٌ في التاريخ منذ الزمن الرسولي وأنا أقدم شهادتي بكلِّ فخرٍ واعتزاز في هذا المكان والزمان
وكان العيد السنوي للقديس أنطونيوس الكبير وكان الحدثان التاريخيان التاليان
الأحد 15 كانون الثاني 2012: قداسٌ احتفالي مهيب في كاتدرائية القديسين الرسولين بطرس وبولس مؤسسي الكرسي الأنطاكي المقدس. كاتدرائية جديدة تتحدث عن نفسها من حيث فن العمارة والزينة الداخلية، أيقونات، جداريات، أواني كنسية وحلل كهنوتية تحاكي العالم السماوي، لأنها صممت بهمةِ وبركةِ صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس شدراوي لتشكل بصمةً في تاريخ المكسيك الحديث.
ترأس الخدمة الإلهية سيادة المتروبوليت أنطونيوس شدراوي وعاونه سيادة الأسقف إغناطيوس سمعان، الأسقف المساعد في فنزويلا وجزر الكاريبي وبحضور صاحبي السيادة المتروبوليت دمسكينوس منصور (سان باولو وسائر البرازيل) وجوارجيوس أبو زخم (حمص وتوابعها)
الثلاثاء 17 كانون الثاني 2012: كان الموعد مع الحدث التاريخي وأقيم القداس الاحتفالي شكراً لله تعالى بعيد القديس أنطونيوس الكبير وعلى نية وصحة وعافية وتوفيق راعي الأبرشية المتروبوليت أنطونيوس شدراوي. شارك في الخدمة الأخوة المطارنة دمسكينوس ( سان باولو)، جوارجيوس (حمص)، يوستينيان (نيويورك) ممثلاً بطريركية موسكو سائر روسيا، كيريل (لوس أنجلوس) للكنيسة الروسية خارج الحدود، أليخو (مكسيكو) للكنيسة الأورثوذكسية في أميركا، والأسقف إغناطيوس سمعان، أسقف قيصرية ولفيف من الأكليروس الموقر
اتسمت الخدمة الإلهية بالروعةِ والجمال وحسن الأداء حيث غصت الكنيسة على اتساعها بالمؤمنين المشاركين في الخدمة. وكانت كلمةٌ لصاحب العيد فيها عميق الشكر للرب الإله الذي يبارك ويقدس، وللقديس أنطونيوس الكبير الذي يتشفع. وتوجه سيادته من جميع الذين عملوا وقدموا وساهموا وتعبوا وسهروا على أن تصل الكنيسة الجديدة إلى هذه الصورة من البهاء والجمال. وشكر بشكلٍ خاص جميع الذين حضروا تعبيراً منهم على تقديرهم واحترامهم ومحبتهم لشخصه. ومسك الختام كانت مائدة سخية وغنية أولَم إليها صاحب السيادة حضوراً وصل إلى حدود 3000 شخص
أما الرسميون فكانوا رؤساء جمهوريات سابقين ونواب ووزراء وحكام ولايات وقضاة وشخصيات دينية و اجتماعية وثقافية ورجال أعمال كبار. وقدم جميع الحضور شكراً عميقاً وتقديراً وأثنوا على الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة مؤكداً على دور الكنيسة الأنطاكية الأورثوذكسية في حضورها وفي مشاركتها ببناء المجتمع المكسيكي. مؤكداً على أن الهوية الأورثوذكسية مزدوجة من حيث ثباتها في إرثها وتاريخها وشهادتها، ومن حيث انفتاحها على المجتمع وتبني كافة قضاياه. وأكد على إيمانه بأن الكنيسة حية في إيمانها وفاعلةٌ فيه، لأنها ستبقى كنيسة المسيح القائم من بين الأموات وليست كنيسةً جامدة في التاريخ تعيش على أمجاد الماضي فقط. وفي فهمه لعيش حياة الكنيسة، يعتبر سيادته أنها كانت ولا زالت معلمةً في المجتمع وبنفس الوقت تستطيع أن تواكبَ الحياة والتطور وتستخدم كل وسائل الاتصال الحديثة من أجل خدمة البشارة ولا تقف سلبية تجاهها. اعتبر أن الإيمان ليس نظريات ولكنه نابع من فعل محبة وحياة، فلا يستطيع من يدعي أنه يطلب شفاعة العذراء مريم أن يتاجر بالناس من خلال تجارة المخدرات، ولا من يظن ـ كما ادعى رئيس أمريكي سابق ـ أنه مرسل من الله لتحقيق الحرية والعدالة ونشر السلام من خلال القتل والتدمير. كما وتمنى لهذا البلد، المكسيك، كل خير وتقدم وازدهار، وشكر كل الذين حضروا ليزينوا هذه الاحتفالات ويضفوا عليها رونقاً خاصاً بوجودهم