صور من التكريس
صور من عيد صاحب السيادة
لبست أبرشية المكسيك وتوابعها للروم الأرثوذكس حللها البهية وشهدت حدثاً جللاً من دون شك سيؤلّفُ بصمةً هامةً في تاريخِ هذه الكنيسةِ في المكسيك وفي أمريكا اللاتينية: تكريسُ كنيسة القديسين الرسولين بطرس وبولس في ولاية المكسيك بتاريخ 16 كانون الثاني من هذا العام.
ترأس هذا الحدث الليتورجي صاحبُ السيادة مطرانُ الأبرشية أنطونيوس شدراوي وشاركَ في الخدمة (الأمر الذي أضفى على الاحتفال بهجة استثنائية) سادةٌ مطارنةٌ من الكرسيِّ الأنطاكيِّ في الوطنِ والمهجر، أصحابُ السيادة: سرجيوس (التشيلي)، دمسكينوس (البرازيل)، بولس (أستراليا)، جورج (حمص)، بولس (حلب)، سلوان (الأرجنتين)، يوحنا (أوروبا)، والوكيل البطريريكي الأسقف غطاس هزيم، والأسقف أنطون الخوري من أبرشية أمريكا الشمالية. بحضورِ سيادة الكاردينال نوربيرتو ريبيرا رئيس أساقفة اللاتين في المكسيك، والقاصد الرسولي السيد كريستوف ببير، وسيادة الأسقف جورج أبي يونس مطران الكنيسة المارونية في المكسيك والأب زخريا البرموسي من الكنيسة الأورثوذكسية القبطية. ملفتٌ للانتباه ومدعاةٌ لسرورِ الجميع كان اشتراكُ أكثرَ من 2500 من المؤمنين.
بدأتِ الخدمةُ في الساعة الحادية عشرة صباحاً بحسب الطقوس الكنسية القانونية، من غسلِ المائدة، فالزياحِ، فوضعِ الذخائرِ المقدّسة (بقايا قديسين شهداء) وختمِ المائدة ودهنِها بالميرون وكذلك الأنديمنسيات والأيقونات. أما بالنسبةِ للترتيل فقد أجادت جوقة الأبرشية بألحانٍ بيزنطية بالغةِ الاتقان باللغة الاسبانية بينما أصواتُ أصحابِ السيادةِ العذبةُ وهي ترتّلُ بالعربية أنهضتْ في أفئدةِ الكثيرِ من المؤمنين ذكرياتٍ ومشاعرَ صلاتيةٍ عميقة.
قرأ النائبُ البطريركي سيادةُ الأسقف غطاس هزيم رسالةً وجَّهها صاحبُ الغبطةِ البطريرك إغناطيوس الرابع هزيم إلى راعي وأبناءِ الأبرشية مهنئاً إياهم وداعياً لهم أن تكونَ هذه الكاتدرائيةُ نبعَ تقديسٍ لحياتهم. بدوره المطران الشدراوي ألقى عظةً شكَرَ فيها حضورَ أصحابِ السّيادةِ وكلَّ أبناء الرعية والأصدقاءِ الذين ساهموا في بناءِ الكنيسة. بعد القداس اشترك الجميعُ في مأدبةِ غذاء نستطيعُ أن نصفَها بالعائليةِ.
في اليوم التالي 17 من شهر كانون الثاني، عيد القديس أنطونيوس الكبير، احتفلَ راعي الأبرشيةِ بمناسبة عيدِ شفيعه القديس أنطونيوس الكبير بالقداس الإلهي بمشاركةِ السادةِ أعضاء المجمع الأنطاكي المقدس، وبعد القداس نظّمتِ الأبرشيةُ غذاءً عامراً التفَّ فيه حولَ صاحب العيد أكثرُ من 1500 شخص من المدعويين من أبناءِ الأبرشية والأصدقاء. لمرة أخرى أثبت صاحبُ السيادة القدرةَ التوليفيةَ التي اقتناها بفضلِ شخصيَّته المحبوبةِ وصدقِه في التعامل. حضر الاحتفال 12 حاكم ولاية، أحدهم حاكم ولاية المكسيك الذي كان قد قدَّمَ الكثيرَ من الدعم لبناءِ الكاتدرائية وهي في ولايته، كما ووزراء ونواب وأعضاء في مجلس الشيوخ ورؤساء بلديات، ورجال أعمال كبار مثل كارلوس سليم، أغنى رجل في العالم. عنونت إحدى الجرائد الكبرى في المكسيك تقريرَها عن الخبر بالقول: “من جديد المطران يجمع المتناقضين”.
في كلمته، شدد صاحب السيادة على أن علمانية الدولة ليست مبرِّراً لسدِّ أفواهِ رجال الدين، حيث أنهم مواطنين قبل أن يكونوا أكليروساً، ولهم الحق أن يدافعوا عن الأخلاق وعن الحياة. وختم كلمته بصرامةٍ رجولية: “نحن نعرف أن نعطي ما لقيصر لقيصر، عسى أن يعرفَ الآخرون أن يعطوا للّهِ ما للّه.”
ندعو لصاحب السيادة بالعمر المديد وبدوام هذا النشاط الخلاق: إلى سنين عديدة مفصلاً كلمةَ الحقِّ باستقامة.
في الثامن عشر منه، زار أصحاب السيادة وقد رافقتهم أيضاً حضرة الأم مكرينا رئيسة ديرسيدة بلمانا، طرطوس، دير القديس أنطونيوس الكبير في خيلوتيبيك. بعد صلاة الشكر جالوا في أرجاء الدير وشرح الرئيس، قدس الأرشمندريت أندراوس مرقس، برنامج وأعمال الدير، ثم تناول الجميع الغذاء. وقد وأبدى أصحاب السيادة فرحهم بهذا الجو الرهباني الأنطاكي في بقعةٍ بعيدة جغرافياً ولكن قريبة روحياً.